الجمعة، 16 سبتمبر 2016

لحظة وداع..الى روح والدي الطاهرة..

كانت روحه ترفرف في المكان،ظل لساعات يحدق في الفراغ،ثم التفت الى احدى زوايا الغرفة،وندت عن شفتيه ابتسامة،كنا ننظر اليه واجمين،و نحن في ذهول،كان يشير الى نفس الركن،يحاول ان يتمتم بكلمات،لكن عبثا،كانت كلماته تختنق في المهد،لم يستسلم،ظل يحاول أن يقول شيئا،أن يبعث بإشارة،تابعنا شفاهه وهي تتحرك ببطء،لم ننجح في فك الشفرة،تمنينا ان نسمع كلامه،فقط هذه المرة،ولو لثواني قليلة،أحسسنا انها رسالته الاخيرة،رسالة وداع،اقتربنا منه أكثر،ابتهلنا و توسلنا في صمت،أمسكت بكفه،احسست بها باردة،بريق عينيه الذي ظل مشعا،بدأ يخفت شيئا فشيئا،وزع نظراته على وجوهنا ببطء،كما لو كان يودعنا،يضمنا بحرارة،شيء من الرضى و الاطمئنان ظل باديا على محياه،أحسسنا جميعا بهول الفاجعة،ثم أطبق جفنيه،وحلقت روحه،عاليا عاليا في السماء...

ليست هناك تعليقات: