الخميس، 8 سبتمبر 2016

كرة لكارو Ballon Aux Carreaux


                 
                   
كنّا نسميها كرة لكارو Carreau، لكثرة المربعات التي تزينها،كانت معشوقتنا،بل معبودتنا في الستينات و السبعينات،كنّا نعشقها لثمنها الرخيص ، ولوزنها الخفيف الذي يتناسب مع سيقاننا و أقدامنا الصغيرة و النحيفة، كنّا نركض خلفها ونحن ننتعل صندلاتنا، لساعات دون كلل أو ملل، خفتها ،و سهولة اللعب بها،تدفعنا للعب بها حتى في الدروب و الأزقة، مما يسبب لنا الكثير من المشاكل مع الجيران،خاصة في أوقات القيلولة،حين يخلد الآباء لاغفاءة قصيرة قبل العودة لأعمالهم، حينها كنّا نحن نجري مباراة في الدروب الظليلة ،نتخذ بعض الأبواب مرمى ،فيخرج صاحب البيت/المرمى شاهرا عصاه،بعد توالي الأهداف،فنطلق سيقاننا للريح تلاحقنا صيحاته و لعناته،و قد تقع كرة لكارو في قبضته،فيعيدها إلينا قطعا ممزقة... في ملعبنا المعتاد ب باب أكلو،كنّا نلعب كرة لكارو،دون تحديد سقف زمني للعب،و لشدة المنافسة بيننا،تنضاف اليها بعض الخصومات و العداوات،قد تستمر المباراة الى ان يحجب الظلام رؤية الكرة،تحت إلحاح الفريق المهزوم،الذي يرفض إنهاء المقابلة قبل تحقيق التعادل،،الهزيمة تكون دائما مرة،خاصة و أنها تكون مصحوبة بسخرية المنتصر،واستهزائه من المهزوم.مشكلة أخرى تعترضنا ، حين تكون الكرة في ملك شخص واحد،هذه الملكية تجعله الآمر الناهي،نجد أنفسنا تحت رحمته،يختار فريقه،يسدد الكرات،يسدد ضربات الجزاء،تسديداته و لو كانت طائشة تستدعي التنويه و التصفيق،نتجنب إيذاءه،أو مضايقته،يجتاز المدافعين بسهولة،،،،كنّا حريصين على عدم إزعاجه ،، وحين يغضب، يسحب كرته، و يغادر، و كثيرا ما فعلها،و جعلنا نعاتب من يقف وراء غضب مول لكرة،نترجاه،و نستعطفه أن يعود، لإتمام اللعب،،لمالك كرة لكارو شخصية و مهابة و سلطة علينا جميعا،لا نتخلص منها إلا حين نجمع المال و نشتري كرة لكارو،إذاك نشعر باستقلالنا التام ،لنلعب كما يجب أن يكون اللعب،لا كما يرغب مول لكرة..# من قاع الخابية

ليست هناك تعليقات: