الخميس، 8 سبتمبر 2016

لعبة دينيفري

                                       
من الألعاب المسلية التي كنّا نمارسها بشغف و نحن أطفال،لعبة "دينيفري"،من منا لم يمارس هذه اللعبة التي تجمع بين سرعة الركض،و القدرة على التنكر و التخفي! كان يحلو لنا ممارستها ،حينما تكون ساعات الليل طويلة و ممتدة في ليالي الخريف و الشتاء،مما يسمح بالتخفي و الاختباء،،تتم لعبة "دينيفري" بأن ننقسم الى مجموعتين،مجموعة تتولى مهمة المطاردة و البحث، ومجموعة تتولى مهمة الهروب و الاختباء،و تنتهي اللعبة بإلقاء القبض على الهاربين،الواحد بعد الآخر،و حجزهم في مكان متفق عليه،هو بمتابة خط وصول أو "كور"،لكن عملية الحجز تنتهي أو تفشل،بمجرد نجاح أحد الهاربين،من التسلل و المرور من مكان الحجز/خط الوصول،و هو يردد بأعلى صوته "دينيفري"،معلنا بذلك تحرير زملائه،و لتبدأ المطاردة من جديد،،ولتنجح عملية التحرير هذه،يلجأ بَعضُنَا،امعانا في التنكر، الى التخفي في زي النساء،او تقمص دور عجوز بعكاز، ثم يقتحم المكان دون أن ينتبه لوجوده أحد،وقد تتم العملية بالسرعة و قوة الاختراق،و بذلك يتمكن من إطلاق سراح زملائه من الحجز وسط صيحات الفرح.اللعبة فرصة لاكتشاف خبايا و دهاليز حي الراميقي،و البحث عن مكان آمن للاختباء..كنت دائما اتساءل عن سر و معنى كلمة "دينيفري"،الى أن أخبرني احد الزملاء الأساتذة عن أصل الكلمة و معناها، لأكتشف أن معناها فرنسي ويعني délivrez، اي Rendre libre،أي تحرروا من الأسر، إلا أن الكلمة تعرضت –شأن الكثير من الكلمات الأجنبية- لتحريف في النطق لتصبح "دينيفري ".فهل اللعبة من مخلفات وبقايا ثقافة فترة الاستعمار الفرنسي للمغرب؟

ليست هناك تعليقات: