الجمعة، 16 سبتمبر 2016

ذاكرة فن الحلقة/حلقة بولقصص/الجزء الثاني

الحلقة الثانية من ذاكرة فن الحلقة/شخصية داحماد المداح/بولقصص/بعد أن ضاق بصاحبنا المكان بمقهى "كوغرابو"،اكترى بيتا صغيرا بزنقة تاكوت المجاورة لمسجد ادزكري،استقر في هذا البيت،،كان يتردد على اكلو، لممارسة الصيد،الهواية التي عشقها،و اتخذها  مهنة،على شاطئ "أفتاس" و "تاسلضيحت"،كان يمتهن صيد الأسماك،باستعمال البيلوطا،قصبة تتعدى سبعة أمتار،،وكان يهوى الصيد ليلا،منزويا،بعيدا عن عيون الفضوليين،و حينما أعياه التنقل يوميا،بين تيزنيت و اكلو، لجأ الى احدى مغارات "بوخراص" المطلة على "تامدا"،و اتخذها مسكنا له،بعد إصلاحها و تأثيثها،مجاورا بعض السياح،من هواة السفر و التنقل،مشيا على الأقدام،او استعمال "الاوتوستوب"،والذين يتخذون من تلك المغارات،ملجأ و مكانا للنوم،و يروي عنه الصيادون،حديثه بأكثر من لغة، ودخوله في احاديث طويلة مع السياح الأجانب،،بعد فترة من الزمن،تكرم عليه شخص يدعى "لمعلم لحسن أمواكني"،بغرفة/مغارة بافتاس،بعد أن تعرف عليه، و توطدت صداقته به،،في هذه المغارة سيكتشف الصيادون،ممن ارتاح و اطمأن لهم المداح، مواهبه المتعددة،في فن الحكي و متعة السرد، كما سيكتشفون فيه موهبة العزف على آلة "الكنبري"الآلة الوترية التي أتى بها من الصويرة،و التي ادخل على أوتارها عدة تغييرات،ليؤدي بها تقاسيم،إشبه بتقاسيم  العود،عرف عنه عشقه الكبير لفريد الأطرش،و أداؤه لأغانيه بطريقة رائعة،كما يحلو له أن يغني عن جمال الصويرة،والتي لا يخفي اعجابه بها،،حين كان يعزف،او يسرد حكاياته لثلة من أصدقائه،كان الصمت و الاصغاء سيد المكان، يعرف كيف يأسر جلساءه،المهارة التي سيتقنها و ستظهر جلية في حلقته الشهيرة خلال رمضان،،غنى، بإلحاح و طلب من أصدقائه،خاصة  من صديقه "بورما"،بعض أغاني فريد الأطرش،في الاحتفالات التي تنظم في بهو المكتب الوطني للكهرباء ،بمناسبة عيد العرش .بعد أن استقر به المكان بشاطئ افتاس،وأمام وفرة الأسماك التي كان يصطادها،اضطر لاقتناء دراجة نارية من بائع السمك المعروف "بومزوغ" ،و شرع في استعمالها في التنقل بين اكلو و تيزنيت،لبيع صيده لزبنائه،،هكذا كانت تمضي أيامه،بين الصيد،و بيع صيده، و جلسات الحكي و الطرب ،مع ما يحيط بها من مؤانسة و لهو و تدخين و شرب..يتبع/ حسن ادحجي.

ليست هناك تعليقات: