السبت، 10 سبتمبر 2016

حينما اكتشفنا موهبة ادبية اثناء تصحيح الامتحان..

الواقعة التي ساحكيها تعود الى عشر سنوات خلت، الزمان شهر يونيو،المكان إعدادية الوحدة،الشخوص اساتذة اللغة العربية  ، اما الحدث فهو التالي: كنّا منهمكين في تصحيح اوراق الامتحان الجهوي مستوى الثالثة إعدادي ، كنّا ثلاث مجموعات،تشتغل كل واحدة منها بطريقة السلسلة،بحيث يتولى كل أستاذ تقويم مستوى من مستويات الامتحان،ليمرر بعدها الورقة لزميله لتقويم المستوى الموالي وهكذا دواليك٠٠فجأة توقفت العملية للحظات،بعد ان كانت تتم بشكل انسيابي ،سلس،كان احد الأساتذة يقرأ ثم يعيد القراءة، قبل ان يسلمنا الورقة، طالبا منا قراءة الاجوبة،و نوعية الخط الذي كتبت به،كانت دهشتنا كبيرة، ونحن نراجع الورقة،اسلوب اكثر من رائع،تعابيرممتازة،لانقرأها عادة الا عند الكتاب الكبار،ناهيك عن الخط الجذاب...ما اثار استغرابنا اكثر،هو خلو الورقة من اي خطأ.بدأ الشك يساورنا في أمر هذه الورقة الفريدة من نوعها،قمنا بتمرير الورقة لاعضاء اللجنتين الاخريين،كان الانطباع نفسه،الدهشة و الانبهار٠٠بعد التداول في امر الورقة،اجمعنا على العثور على صيد ثمين،كان هناك شبه اجماع على ان الامر فيه غش او تسرب، اذ بدا لنا مستحيلا ان تصدر تلك الاجوبة من تلميذ في الثالثة إعدادي،دعونا المشرف التربوي،لاطلاعه على الأمر، جاء على عجل،قرأ الورقة، ثم أبدى ملاحظات تصب هي الاخرى في التشكيك في امر الورقة،غير ان تجربته في الميدان،جعلته يتريث قليلا، أخذ ورقة،سجل رقم الامتحان، ثم غادر بعد ان وعدنا بالرجوع بالخبر اليقين٠٠٠بعد لحظات عاد ليؤكد لنا ان الورقة تعود لصاحبها، وأنها سليمة من اي غش، وكان قد انتهى الى هذه القناعة، باللجوء الى باقي اللجان التي تتولى تصحيح الامتحان الجهوي في المواد الاخرى،كان يسأل عن الورقة التي تحمل نفس رقم الامتحان،ليجد نفس الخط،وليؤكد له أعضاء تلك اللجان، أن صاحب الورقة مميز جدا٠٠٠تحول تشكيكنا الى فضول لمعرفة صاحب الورقة،كان يستحق التقدير و الإعجاب ،كان يحمل مواهب ادبية حقيقية..بعد الواقعة بأسابيع،التقيت بالسيد المشرف التربوي،سألته عن تلك الموهبة،فكشف عن اسمها، كانت لتلميذة تدعى وئام المددي،تتابع دراستها بأعدادية مولاي سليمان...صدقت تنبؤاتنا،بخصوص موهبتها الفذة، اذ بعد اربع سنوات ستفوز بجائزة اتحاد كتاب المغرب لإبداعات الشباب،في صنف القصة القصيرة،قبل ان تَخَلَّق الحدث،في السنة الماضية،من خلال فوزها بجائزة الطيب صالح لافضل رواية عربية،لاتمنح عادة إطلا لكبار الكتاب و الروائيين العرب٠٠٠

ليست هناك تعليقات: