الجمعة، 24 مارس 2017

علي بلحسين أو حائط الموت

لا شك أن أبناء جيلي سيتذكرون بطلا رياضيا أنجبته مدينة تيزنيت من المعدر الكبير تحديدا،بطل ارتبط اسمه بالمغامرة الخطرة،اقترن اسمه بحائط الموت،،بلا شك تذكرون علي بن الحسين،و سيرك "حائط الموت"،او "أغراب لموت " بالأمازيغية،،السيرك الذي يزور المدينة لتقديم عروضه الرائعة و الخطرة،اعتاد هذا السيرك تقديم عروضه في تيزنيت،في الموگار ماء العينين،او سيدي عبد الرحمان،تسبق عروضه دعاية كبيرة، يشكل حضوره حدثا في المدينة،في مدينة لاتقدم الفرجة لابنائها الا في المواسم الدينية/الصيفية،والذي يساهم في إضفاء هذه الهالة العجيبة على الحدث،كون بطله من أبناء تيزنيت،،بطل تحدى الموت،،تقدم العروض في حلبة دائرية الشكل،و على جدار خشبي شاهق ،بينما نتخذ نحن –المتفرجين- مكاننا في اعلى الحلبة،نصعد اليها بسلالم خشبية مشدودة بحبال،،كانت العروض قوية،،دوران سريع على دراجة نارية،مصحوبة بحركات بهلوانية خطرة،،بسرعة فائقة،و وسط ضجيج صاخب من محرك الدراجة،،كانت الجدران الخشبية تهتز كلما مر البطل قريبا منا،،يشعرنا اهتزاز الجدران  بمتعة شبيهة بمتعة اللهو بأرجوحة،،نتابع العروض بانبهار شديد،،نتابع و نحن نضع أيدينا على قلوبنا مخافة سقوط بطلنا،، تقاطع العروض بتصفيق حاد،،معلق الحلبة ، ومن خلال مكبر الصوت،يضفي على العرض أجواء حماسية،،كنّا نشعر بالافتخار و الكبرياء حين يردد المعلق:شجعوا بطلكم علي بن الحسين، شجعوا ابن مدينتكم..كان ذلك كفيلا باثارة حماسنا،للتشجيع..يمر العرض سريعا،،ربما اقل من عشر دقائق،،لنغادر الحلبة،،ليدخل متفرجون جدد،، ولعدم قدرتنا على اقتناء تذكرة جديدة،لمعاودة مشاهدة العرض،نظل متسمرين خارج الحلبة،،نتابع العرض من الخارج،،نتابع اهتزاز الجدران الخشبية الدائرية،،ننصت لهدير محرك الدراجة النارية الصاخب ،،تتواصل العروض طيلة اليوم.وتستمر الفرجة لأيام دون انقطاع سيل المتفرجين..علي بن الحسين هذا البطل و المغامر،هو مؤسس هذه الرياضة، وعلى يديه تتلمذ الكثيرون،الذين يجوبون اليوم المدن المغربية لتقديم عروضهم،،و أنا ابحث في مصير هذا البطل الأسطوري ،اكتشفت تضاربا في الآراء و الروايات،هناك من يذهب الى أنه لقي مصرعه و هو يؤدي احدى عروضه الخطرة بالسيرك في منتصف التسعينات،،و هناك من يشير الى أنه توفي قبل ست سنوات بالدار البيضاءعن عمر يناهز السبعين سنة،،توفي دون أن يحظى بأي التفاتة او تكريم،لا من مدينته التي ارتبط اسمه بها،و أعطاها إشعاعا وطنيا بل دوليا،و لا على الصعيد الوطني..علي بن الحسين بصم طفولتنا،و ألهب حماسنا بمغامراته الخطرة،،رحمة الله عليه..

ليست هناك تعليقات: