الجمعة، 16 ديسمبر 2016

ملحقة الحسن الأول/ الحبس سابقا/ الجزء 3 والأخير

مذكرات المدرسة/الحلقة الثالثة/ نشعر و نحن نتجاوز البوابة الحديدية للمدرسة،و كأننا خارجون للتو من السجن، و الحقيقة اننا فعلا كنّا داخل أسوار السجن،قاعة دراسية، أشبه بزنزانة كبيرة، مكتظة بالتلاميذ،أسوار عالية،ساحة ضيقة ،لا يسمح فيها بأي لعب او نشاط،عيون الاداري بعصاه، تراقبنا، و تترصد كل حركاتنا،نحس اثناء الاستراحة،بأننا غادرنا زنزانة ضيقة،الى زنزانة أوسع، مكشوفة ،تنفتح على السماء، لهذا كان الخروج من هذا الجو الكئيب، الذي تخنق فيه أنفاسنا، و تحصى فيه حركاتنا، إيذانا بالحرية،و الانطلاق نحو عالم ارحب، كنّا نطلق سيقاننا للريح،و نركض باقصى سرعة،،نعرج على معصرة لزيت الزيتون،تقع في مدخل زقاق ضيق في درب ايرعمان،رائحة الزيت الطبيعية،تجذبنا،تشدنا اليها،سحر لا يقاوم،ندخل الى المعصرة،نفتح محافظنا، ثم نخرج زادنا من الخبز الحافي،نمده الى العامل المكلف بعصر الزيتون،فيغمسه في حفرة او صهريج صغير،مملوء بالزيت،نشرع في التهامه بشهية كبيرة، ما تبقى منه،نضعه في جيب السروال،او"الفوقية"، و سرعان ما تطفو بقعة الزيت على ملابسنا،لا نكترث للأمر، شيء عاد جدا،،نواصل المسير، ونحن نلهو، ونتقادف بالاشياء،التي نصادفها في الطريق،نصل الوادي، "إيكي واسيف"،ننزل الى مجرى الوادي،به الكثير من نبات السمار،بعيدانه الخضراء الطويلة "أزماي"،من عيدانه تصنع الحصائر،نبات لايجد تربته الخصبة،الا في الوديان ،في المجرى نخيلات هنا و هناك، و الكثير من الأعشاب،نقيق الضفادع يصم الأذان،نضع محافظنا جانبا،نتابع جريان الماء،و هو نيساب،في هدوء و دعة،منحدرا في اتجاه حقول و بساتين "دو تركا"،حيث يسقي أشجار الزيتون،نصنع مراكب ورقية،نتفنن في تجهيزها، بأشرعة، و مجاديف،ثم ننظم سباقا بينها،نركض خلفها و نحن نتصايح،كل واحد منا يحث مركبه على السرعة،تغرق بعضها،فنضحك من أصحابها،بينما يلعن الخاسرون حظهم العاثر،حينما يكون اندفاع الماء قويا،نجد صعوبة في اللحاق بقواربنا و نحن نلهث خلفها،احيانا نكتشف أننا ابتعدنا كثيرا،عن محافظنا،فنعود إدراجنا، و نحن نتقاذف بالماء،ثم نساعد بَعضُنَا البعض في التسلق،و مغادرة الوادي، نغادر و قد ابتلت ملابسنا، مع ذلك نشعر بسعادة لاتوصف،،أحيانا نغير المسار، فنعرج على العين الزرقاء، هناك نخرج عدة الصيد من محافظنا، خيوط رقيقة،صنارة صغيرة،دودة ثم نلقي بها في الحوض المائي الكبير، نتنافس في من سيصطاد اكثر، كانت السمكات صغيرة جدا،نضع ما تم اصطياده،في قارورة او إناء، ثم نواصل طريقنا الى البيت،نصل الى بيوتنا وقد شارفت الشمس على المغيب...   

ليست هناك تعليقات: