الجمعة، 16 ديسمبر 2016

سينما اومبير أو سينما تاقديمت/الجزء 4 و الأخير

الحلقة الرابعة و الاخيرة من ذاكرة سينما اومبير بتيزنيت.هذه الحلقة من ذاكرة السينما،لم تكن واردة،لكنها جاءت ثمرة،تفاعل القرّاء مع الحلقات السابقة،وجدت في تعليقات الأصدقاء،مادة دسمة لحلقة إضافية،فشكرا لهم،على اغنائهم لهذه التجربة،تجربة توثعيق و تسجيل ذكريات الطفولة٠سأبدأ بعلاقتي بالسينما الهندية،شاهدنا الكثير من الأفلام الهندية،غير ان ذاكرتي،تأبى أن تنسى،فيلما واحدا ظل راسخا،في ذاكرتي، و بكل تأكيد في ذاكرة جيلي، فيلم دوستي اي الصداقة،فيلم تراجيدي حزين،تحولت القاعة اثناء عرضه،الى بيت عزاء،نشيج هنا، و نحيب هناك،بكاء صامت،في زوايا القاعة،الفيلم يحكي قصة ضرير،و أعرج و مريضة،احداث تراجيدية جد مؤثرة،تماسكت نفسي،قبل ان انخرط بدوري في البكاء،حتى الأغاني أضفت على الأحداث ،رداء قاتما من الحزن و الاسى..تلاحقت مشاهد الفيلم،تابعها الجمهور،في صمت،لم يسبوا هذه المرة موستيك،و لا ألقوا بأعقاب السجائر،سحرهم الفيلم بأحداثه التراجيدية،،حينما غادرنا،لم نجرؤ على الحديث الى بَعضنا حتى لاتفضحنا أصواتنا المختنقة،لم نرفع أبصارنا،لتبادل النظرات، كانت العيون حمراء، غارقة في الدموع...ومن المشاهد المألوفة اثناء عرض الأفلام الهندية، أن عشاق هذه السينما، و المهووسين بها، وهم كثر، كانوا يأتون محملين بآلات التسجيل، و التي يضعونها، على منصة العرض، لتسجيل الأغاني الهندية،و التي يحفظونها فيما بعد،رغم عدم فهم معانيها..جنون السينما الهندية وسحرها.أما أفلام الويستيرن،او الكاوبوي،فإن فصل الصيف، وبالتحديد،موسم الدراس،دراس المحاصيل، يبقى فرصة،لركوب الحمير بنفس طريقة رعاة البقرحينما يمتطون خيولهم،فرصة لتجسيد احلامنا الصغيرة،في تقليد ابطال تلك الأفلام.كنا نقضي اليوم كله في مساعدتهم، في عملية الدراس،مع ما تتطلبه العملية من لف و دوران، خلف مجموعة من الحمير، و وسط عاصفة من الغبار،،كانت اقدامنا تغوص في كومة الشعير او القمح الى حد الركب،ما يعيق حركتنا..كان عملا شاقا و ممتعا في آن،نتحمّل ذاك الجهد و العناءتحت أشعة الشمس المحرقة، من أجل السماح لنا بركوب الحميرفي المساء، و التسابق بها،الى أصحابها، و نحن، نقلد أصوات الهنود الحمر، او أصوات طلقات الرصاص ،كان فضاء باب أكلوالشاسع،يسمح بتقمص تلك الأدوار السينمائية،،وحينما اذهب الى قريتنا،يكون همي الاول،البحث عن حمار أو بغل،و ركوبه بنفس الطريقة،لما تحمله من تمثلات سينمائية في مخيلاتنا..من المشاهد الطريفة و الغريبة في قاعة السينما،ان الازدحام، و صعوبة العثور على مقعد،يدفع البعض لاعتلاء منصة العرض، و متابعة الفيلم في وضعية تمدد و استلقاء،حتى لايحجب الرؤية عن المتفرجين،،كان المشهد مضحكا،وحينما ينسى احدهم، ويرفع رأسه، يصبح عرضة، لقصف جوي،بالنعال،او القارورات،او أعقاب السجائر،ناهيك عن الشتائم، عادة قدف المتفرجين بأعقاب السجائر عادة مألوفة في سينما أمبير،خاصة من طرف بعض المشاغبين،الذين يحولون كراسيهم الخلفية، الى منصة لإطلاق هذه السجائر المتقدة،،،الدخول الى السينما لم يكن دائما متاحا،لصعوبة توفير ثمن التذكرة"درهم و30سنتيم"،مبلغ كبير حينها،كنّا نلجأ الى البطاريات الصغيرة ،ننزع قاعدتها،او أسفلها،ندهسها،حتى تحمل شكل و حجم القطع النقدية،ثم نمنحها، للهواري،مستغلين الظلام، بعد أن ندسها في يده،متعمدين اثناء تسليمها، ان تحدث رنينا شبيها بالنقود،،كنّا نغامر،، صفعة من يده، او ركلة من قدمه كفيلة بأن تطوح بأجسادنا الصغيرة، خارج السينما بأمتارعديدة...فيلم آخر ألهب حماسنا، وترك بصمته على مخيلاتنا، فيلم "الوصايا العشر" او فيلم سيدنا موسى،كما نتداوله بيننا، من الاعمال السينمائية التاريخية الضخمة،اذكر اننا شاهدناه اكثر من مرة،فيلم رائع جدا،بفضاءاته التاريخية،والحشد الكبير من الممثلين و الكومبارس..اما أفلام الكراطيه،وخاصة أفلام بروسلي،فكانت تدفع بِنَا الى حركات خطرة،تجعلنا عدوانيين، و نحن نحاول تقليد ابطال تلك الأفلام،رغم ما يشكله هذا التقليد من خطورة علينا، و على محيطنا.انتهى.بقلم :حسن ادحجي.                        

ليست هناك تعليقات: