الجمعة، 24 مارس 2017

اليانصيب

الصورة لبطاقة اليانصيب،البطاقة التي كانت تباع في المدارس الابتدائية خلال السبعينات للتلاميذ،،في البداية كانت المشاركة اختيارية،تعتمد على الدعاية و الإثارة و الاقناع من خلال تعداد الجوائز التي تنتظر الفائزين،و التأكيد على مصداقية المسابقة،،لكن العملية تحولت من طابعهاالتطوعي الاختياري ،الى عملية اجبارية،وذلك بعد فشل كل المحاولات لإقناعنا ،باقتطاع درهمين من مدخراتنا،او مدخرات أسرنا،،كانت الجوائز مغرية جدا،،سيارات من نوع  فياط،سيمكا و رونو،،دراجات نارية،و عادية،،آلات تصوير،آلات التسجيل،،وجوائز أخرى لا نعرف طبيعتها..جوائز و هدايا لم تكن تزورنا حتى في الأحلام ،،كان مبلغ المساهمة كبيرا بالقياس مع القدرة الشرائية في مطلع السبعينات،،أشياء كثيرة يمكن اقتناؤها بهذا المبلغ،،كنّا مرغمين على أداء ثمن بطاقة اليانصيب،،في انتظار السحب- الذي لم نسمع به يوما- نظل نحلم بالفوز،كانت احلامنا بلا ضفاف،،تمر الايام،ثم الأسابيع،ثم الشهور،،الى أن ننسى نهائيا أمر الياناصيب،،و لانتذكر أمر المسابقة،إلا مع بداية موسم دراسي جديد،لتتجدد الوعود،و تتجدد معها احلامنا في الفوز،،الفوز الذي لم يتحقق يوما،،ظلوا يبيعوننا الوهم،،لسنوات ظلوا يسرقون احلامنا الصغيرة..كان نصبا كبيرا علينا..

ليست هناك تعليقات: