الخميس، 30 مارس 2017

قصة قصيرة

أفاق من النوم،فرك عينيه،أحس بثقل رأسه على جسده المتهالك،تثاءب،لفحته رائحة النبيذ الرخيص التي لا تزال قابعة بالغرفة،حاول أن يتبين الوقت من ساعة متصلبة على الجدار،لم ير شيئا،ظلام كثيف يغمر أرجاء الغرفة،غير أن خيطا رقيقا من الضوء ينبعث من كوة صغيرة بالباب،أشعره أن النهار طلع،اتكأ على حافة سرير مهترئ محاولا الوقوف،أحس بصداع في رأسه،كاد أن يسقط لولا اتكاؤه على الجدار، مشى بخطوات متثاقلة نحو الباب،فتحه فغمر ضوء النهار كل ارجاء الغرفة، دخل المطبخ،فتح الصنبور،فاندلق الماء البارد بين يديه،أحس برعشة تسري في كل جسده،جذب "فوطة"باهتة اللون،جفف وجهه،رفع بصره نحو مرآة ذات إطار بلاستيكي كانت معلقة على الجدار،حدق في وجهه مليا،فعكست المرآة وجها شاحبا كسته التجاعيد،و عينين غائرتين حمراوين،فتح فمه ،بدت اسنانه صفراء،لعن السجائر الرخيصة التي ظل يدخنها بشراهة، لاحظ شعيرات بيضاء في شاربه،قطب جبينه، همهم مخاطبا وجهه في المرآة :"شخت يا رجل! اوشكت نهايتك، وأنت بعد لم تحقق شيئا، لا عمل قار، لازواج،لا اولاد.."،ابتعد عن المرآة،لفحته رائحة كريهة منبعثة من زاوية المطبخ،تكومت بها قمامات ،علب سردين فارغة،و اكياس حليب تكوم عليها الذباب، و بقايا وجبة خفيفة ملفوفة،،أحس بالقرف ،من نفسه، من بيته ،من كل شيء،،بصق في تقزز،،تقدمت القطة نحوه،شرعت تتمسح به،لم يربت على ظهرها كعادته،لم يكن مزاجه رائقا،تمادت القطة في الاحتكاك به،ركلها بقوة،لاذت بالفرار و هي تصدر مواءا حادا،،شعر بالندم،بحث عنها،كانت قد اختفت،،غادر بعد أن صفق الباب خلفه بقوة..في الخارج تنفس بعمق هواء نقيا،و سار في اتجاه المقهى..

ليست هناك تعليقات: