الخميس، 30 مارس 2017

في مقهى الكلاسيكو

فتح الحاج أبواب المقهى مبكرا على غير العادة،طلب من النادل ان يسحب الطاولات و يركنها في زاوية من المقهى،و أن يعيد ترتيب الكراسي،بحيث يكون جميع الجالسين في مواجهة شاشة التلفاز العملاقة،طلب منه عدم اخراج الطاولات التي اعتاد وضعها على رصيف المقهى الذي يشرف على الشارع،جرب التلفاز،تأكد من اشتغال القنوات الناقلة لمباراة الكلاسيكو، التفت الى الواجهة الزجاجية،كان هناك اعلان عن مباراة البارسا و الريال،مع التاريخ و التوقيت،كتب الإعلان بخط رديء،استمر النادل في مسح الكراسي،و نفض الغبار عنها، لم ينس أن يعلق على يسار الشاشة شعارا كبيرا للبارسا،وعلى اليمين شعار الريال،ارضاء جماهير الطرفين،غاية سعى دائما لتحقيقها،لا يهمه أبدا المنتصر، ما يهمه أكثر هو أن تمتلئ المقهى عن آخرها، و تمتلئ الخزنة،و تعويض الكساد الذي استمر لأيام ،،الشارع خال من المارة،الوقت لا زال مبكرا عن موعد المباراة،،قبل ساعتين من انطلاق المباراة،بدأ المتفرجون من أنصار الفريقين في الوصول الى المقهى،لم يحل الجو الماطربينهم و ارتداء قمصان الناديين،،بدأ الصخب يعلو شيئا فشيئا،لا صوت يعلو فوق صوت المعركة،معركة الكلاسيكو،امتلأت كراسي المقهى بالمتفرجين،قبل ان يفتح ملعب المباراة ابوابه، قبل ساعتين من بدء المقابلة، ،كانت مدرجات الكامب نو،لاتزال خالية، و معظم الكراسي شاغرة،بدا ذلك واضحا من مراسلة لمراسل القناة من عين المكان،،امتلأ فضاء المقهى بسحب الدخان،و في غياب مرمدات السجائر،تحولت الارضية،الى مرمدة واسعة لسحق أعقاب السجائر،انطلقت الهتافات هنا في المقهى ،قبل ان تصدح بها حناجر المتفرجين هناك بالملعب،بدأت المُلاسنات بين أنصار الفريقين حتى قبل بدء المباراة،وحين أعطيت الإشارة،كانت المقهى على فوهة بركان،هتافات و تشجيعات متبادلة،شتائم متطايرة كلما ضاعت فرصة،استمرت الاستفزازات من الجانبين،كان الجميع على أعصابه،تحول الفضاء الى ساحة حرب كلامية،تشجيعات البعض،تقابل باستهجان و سخرية  البعض الآخر،اهتزت المقهى اكثر من مرة،على وقع هدف ضائع،اوفرصة سانحة للتسجيل،،حضرت الروح الرياضية في الملعب و على المدرجات هناك في الكامب نو،وغابت بين أنصار الفريقين هنا في المقهى،،انتهت المباراة هناك، تبادل اللاعبون  العناق ،والقمصان ،غادر أنصار الفريقين الملعب جنبا الى جنب،لم تحدث مناوشات،،هنا غادر رواد المقهى،من أنصار الفريقين، في جو من الصخب و الفوضى،تبادلوا الشتائم،انفلتت الأعصاب،تطورت الشتائم الى تبادل للكمات بين البعض،تطايرت الكراسي،،تحول المكان الى حلبة للملاكمة٠٠

ليست هناك تعليقات: