الخميس، 30 مارس 2017

ذاكرة أمل تيزنيت 1

بعد ذاكرة السينما،و جزء من ذاكرة المدرسة الابتدائية،سأنتقل بكم الى ذاكرة أخرى،ذاكرة لاتخلو من فرجة و متعة و بهجة، لكنها متعة كثيرا ما امتزجت بالمرارة و الخيبة ،كثيرا ما اصابتنا بالحزن و الاسى،كلما عاكست نتائجها آمالنا و تطلعاتنا..سنتوقف في حلقتين او ثلاث،عند الذاكرة الرياضية، ذاكرة فريق أمل تيزنيت تحديدا،الفريق الذي أحببناه،و لم نعرف فريقا غيره في طفولتنا،لكني قبل النبش في ذاكرتي الرياضية،يجدر بي أن أنوه،الى أني لاأؤرخ للفريق، و لا للرياضة في تيزنيت،بل احاول استرجاع علاقتي كمتتبع للفريق، وشغوف بحضور مبارياته،حينما كنت طفلا، ثم شابا في السبعينات ،و الثمانينات،من القرن الماضي،ما سأكتبه إذن،هو ذكريات و استرجاع صور انطبعت في الذاكرة، و ليس معطيات تستند الى الوثائق و المستندات...كان الفريق يمارس في القسم الثالث،أوالقسم الشرفي،منذ الاستقلال،علما ان تأسيسه يعود لسنة 1948،كواحد من أعرق الأندية في منطقة سوس،ولم يتحقق الصعود الى القسم الثاني الا في سنة 1975، و قد تزامن هذا الإنجاز مع حدث المسيرة الخضراء.اتذكر أننا كنّا نتوجه يوم الأحد ،الى الملعب البلدي،الكائن خلف السور التاريخي للمدينة،قرب باب ايت جرّار،ننتظر خروج اللاعبين من مستودع الملابس، بالمسبح البلدي " فندق ايدو حاليا" ، ننتظر بشغف مرور اللاعبين بقربنا،كنا نتابعهم بأنظارنا بكثير من الإعجاب و الانبهار، لاعبون كبار أمثال حارس المرمى المتألق سيدي فريد، و قبله الحارس البارع الحسين صارا، محمد صارا الملقب ب "لمعلم"،اللاعب المهاري الكبيرامحند الشهير ب "لامبا"و عميد الفريق المدافع الصلب و الأنيق سرحان،إشفاج، الشقيقان محمد و مصطفى سكين،احمد سليم المعروف بالملالي الهداف التاريخي للفريق،ابراهيم برغاز،توادي،جعا المعروف بجامع اوناصر،،اديعز المعروف ب "بلحاج"،شاطبي احمد ،مجيدالعزوزي،أيوب من سيدي ايفني،عاشور،موستيك ،محمد الهادي، الطيب كوسعيد،عبدالسلام جكلاوي،احمد اوطالب،الهلالي،واعزمو...اما أشهر المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق فهم المرحوم عبدالله ديدي،محمد مستعين،العربي المجذوب،محمد الفارسي،احمد جكلاوي ..كان اللاعبون يقطعون مسافة لا تقل عن مئة متر،بين المستودع و ملعب المباراة،،الملعب من الخارج محاط بسياج من القصب،وبه مدرجات اسمنتية من جهة واحدة،بها منصة إسمنتية،مكشوفة و غير مغطاة،اما الملعب فأرضيته ترابية،شأن معظم الملاعب المغربية آنذاك، ،و لا أذكرأن ميدان التباري  يتوفر على حاجز يفصل بين اللاعبين و الجمهور، ما يفصل بين اللاعبين و المتفرجين،هم أفراد من الأمن، و القوات المساعدة..كنّا نقف امام شباك التذاكر،في انتظار من يسمح لنا بمرافقته، فالتذكرة كانت تسمح لصاحبها بإدخال شخص آخر،بشرط ان يكون صغيرا ، وحين يتعذر ذلك،كنّا نردد تلك اللازمة امام شباك التذاكر "كملي زا عافاك"، على رواد الملعب،وحينما نعجز عن جمع المبلغ،،نقنع بانتظار الربع ساعة الاخيرة،حيث يسمح لنا بالدخول،لمتابعة الأطوار الاخيرة من المقابلة..يتبع. حسن ادحجي.

ليست هناك تعليقات: